إقليم الصخيرات تمارة .. عهد تاريخي أصيل
مقال موقع بقلم الدكتور العلامة عباس الجبراري – مجلة دعوة الحق العدد 270
أضواء على صفحات ناصعة من تاريخ هذا الإقليم الذي يشهد انطلاقة جديدة في عهد رائد النهضة وقائد المسيرة ورمز الوحدة جلالة الملك الحسن الثاني أيده الله ونصره.
تعتبر ولاية الرباط عامة – ولا سيما المنطقة الواقعة منها بين نهر أبي رقراق ووادي الشراط(1) غنية في مضمار التاريخ، سواء ما كان من هذا التاريخ متصلا بالمعالم والمواقع، أو مرتبطا بالأحداث والوقائع.
ففي الشمال الغربي للمدينة تنهض شالة الأثرية(2) معزوة عند الدارسين إلى الفنيقيين أو الرومان، وربما إلى البربر قبل هؤلاء وأولئك، مع كل الحضارة التي قامت على امتداد العصور حولها جارتها سلا، مشعة على ضفاف النهر، إذ اكتشفت منذ العقد الثاني من هذا القرن بقايا آثار ترجع إلى ما قبل التاريخ، سواء في هضبة شالة أو في حي الطيارات وغابة أكدال داخل الرباط(3).
ومثلها قصبة الودايا التي قد يكون الرومان أسوها(4) لتكون حصنا للدفاع عن شالة، قرونا طويلة قبل أن يتخذ منها اللمتنيون رباطا للجيوش ومنطلقا لحركات الجهاد، مما شجع الموحدين على توسيعها واتخاذها دار إقامة، بدءا من عبد المومن الذي سماها المهدية، تيمنا بلقب المهدي بن تومرت، ثم ابنه يوسف الذي ينسب إليه تخطيط الرباط، إلى يعقوب المنصور الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لهذه المدينة التي سماها رباط الفتح، بعد أن جعل لها الأسوار والأبواب وبنى مسجدها الشامخ بصومعته وأعمدته منسوبا إلى حسان.
وفي الجنوب الغربي للرباط، وعلى امتداد الشاطئ ولاسيما في اتجاه إقليم الصخيرات تمارة، كشف النقاب عن مآثر عديدة ذات قيمة جلى، ليس بالنسبة لتاريخ المنطقة فحسب، ولكن بالنسبة لتاريخ المغرب كله، إن لم أقل إن أهميتها تنعكس على الشمال الإفريقي والقارة برمتها، وربما على المسيرة البشرية جمعاء.
فقد عثر في محجر الكبيبات عام 1933 على أجزاء جمجمة إنسان هو المعروف في البحث الأثري ب:” إنسان الرباط(5). وعلى الرغم من أن هذه الأجزاء لم تكن تتعدى الفك الأسفل وطرفا من سقف الحلق ومجموعة من الأسنان، فإنه يبدوا أن الجمجمة لشاب ذكر، وأنها تمثل أقدم إنسان عرفه المغرب والشمال الإفريقي عامة.
هذا في الوقت الذي كشف فيه التنقيبات عن وجود أجزاء مماثلة لهذا الإنسان في منطقة العالية بإقليم طنجة، وكذا في سيدي عبد الرحمن بناحية الدار البيضاء، وأثبتت دراستها تشابها كبيرا بينها وبين بقايا إنسان الرباط، مما يؤكد وجود حياة بشرية في المغرب على هذه العهود الضاربة في عمق التاريخ، مرتبطة بالبيئة التي هي لا شك متميزة حتى في القديم بطبيعة معينة.
وقد أفضى البحث الأثري إلى هذه البقايا جميعا تؤكد أن الإنسان الإفريقي ينتمي إلى المرحلة السابقة على الإنسان النياندرطالي Neandertal الذي عثر على جمجمته في ألمانيا في منتصف القرن التاسع عشر، والذي قيل إنه ينتسب للعهد الباليوليتي Paléolithique الضارب في مئات الآلاف من السنين، والمتسم بصناعة الحجر المنقوش.
ومن ثم وصف الإنسان الإفريقي- من خلال آثار الرباط- أنه برينياندرطالي Prénéandertalien، أي سابق على النياندرطالي، مما يستنتج منه وجود الإنسان والحياة في هذا الجزء من القارة الإفريقية قبل وجودها في أوربا.
ثم إن مغارة ” دار السلطان”(6) الواقعة على بعد نحو ستة كيلومترات من وسط الرباط في اتجاه الطريق الشاطئ المؤدي إلى تمارة، تنهض دليلا على وجود الحياة في فترة ما قبل التاريخ وما إليها من أزمنة بدائية، بما عثر عليه فيها من أدوات ترجع إلى العهد الباليوليتي المشار إليه قبل سطور، وكذا إلى العهد الميزوليتيMésolithique بعده، ويبدأ نحو الألف الثانية عشرة قبل الميلاد، متميزا بدقء المناخ، واتخاذ مساكن كوخية بالقرب من مناطق الماء ثم إلى العهد النيوليتيNéolithique الممتد من الألف الخامسة إلى سنة خمسمائة وألفين قبل الميلاد، ويتميز بالحياة الألفية المعتمدة على الزراعة وإقامة المدن على ضفاف الأنهار وشواطئ البحار.
وفي “الدشيرة ” التي تبعد عن الرباط بسبعة عشر كيلومترا في اتجاه الجنوب، والتي تقع في عمق إقليم تمارة بين عتيق وعين غبولة، كشف التنقيبات التي أجريت بدءا من سنة1930 عن مجموعة من الأدوات المنتمية إلى ما قبل التاريخ(7)؛ كما دلت النقود التي وجدت فيها – وترجع إلى القرن الميلادي الثاني(8)على المكانة التي كانت لها باعتبارها حصنا أو قصرا ملكيا لا شك.
وقد ذهب بعض الباحثين(9) إلى أن أطلال الدشيرة تثبت وجود قصبة موحدية تشكلها بقايا أسوار وأبراج وأبواب ومرافق لا تبتعد عما شيده الموحدون من مؤسسات، وخاصة عبد المومن، لاسيما ومادة البناء تزيد في هذا الإثبات، وكذلك وجود بعض الحلي والأواني الفخارية، وكذا معالم يظن أنها بقايا مسجد.
ونعتقد أن وجود بعض آثار ما قبل التاريخ في الدشيرة لا يفني إقامة حصن موحدي في نفس المكان للأهمية القصوى التي كانت له وللمنطقة كلها على امتداد العصور. وهي حقيقة تحث على التخمين بأن هذه المنطقة شهدت في العهود الإسلامية إقامة مراكز غالبا ما كانت تتخذ للدفاع والتحصين؛ على حد ما تثبت آثار القلعة(10) القريبة من وادي يكم على بعد ثلاثة وعشرين كيلو مترا من مدينة الرباط، قريبا من دوار الصويرة، في الجهة اليسرى من تمارة بالنسبة للمذاهب إلى الدار البيضاء، سواء على الطريق الداخلي لتمارة أو على خط السكة الحديدية.
ويبدو أن هذه القلعة كانت على شكل مربع صغير لا يتجاوز ضلعه ثلاثة وسبعين مترا، وإن لم يبق منها إلا أطلال تنم عن باب وأسس جدران وكتل بنائية متشتتة، لعلها لدار صغيرة، مع بقايا بعض الأواني الفخارية.
ويرجح أن يكون تأسيسها سابقا على العصر الموحدي بنحو قرنينن أو ثلاثة، وأن تكون اتخذت لحماية شالة وقصبة الودايا والجانب الآخر من ضفة أبي رقراق.
وإن هذه الآثار المتناثرة في مختلف مناطق الإقليم لتزيد في تأكيد ما أثبته التاريخ من أهمية لهذه المناطق التي كانت تعتبر في عهد الموحدين مركز تجمع الجيوش واستعراضها، على حد ما حدث إثر عودة عبد المومن من الأندلس حيث كان نزوله بجبل الفتح في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وهو في طريقه إلى مراكش، إذ نزل مدينة سلا و”عبر النهر وضربت له خيمة على الشاطئ وجعلت العساكر تعبر قبيلة بعد قبيلة. فلما نظر إلى كثرة العدد وانتشار العالم خر ساجدا ثم رفع رأسه وقد بل الدمع لحيته”(11) وكذلك فعل عام ثمانية وخمسين وحمسمائة، حين خرج “من مراكش إلى الأندلس برسم الجهاد، وكان خروجه يوم الخميس الخامس من ربيع الأول من السنة المذكـــورة (21 فبراير 1163) فوصل إلى رباط الفتح فكتب إلى جميع بلاد المغرب والقبيلة وافريقية والسوس وجميع القبائل يستنزفهم إلى الجهاد، فأجابه خلق كثير، فاجتمع له من عساكر الموحدين والمرتزقة من قبائل المغرب وقبائل زناتة أزيد من ثلاثمائة ألف فارس، ومن جيوش المطوعة ثمانون ألف فارس ومائة ألف راجل،فضاقت بهم الأرض وانتشرت المحلات والعساكر في أرض سلا من عين غبولة إلى عين خميس، واستدارت راجعة إلى حلق المعمورة”(12).
لذا، لم يكن غريبا أن تشتهر في إقليم الصخيرات تمارة مواقع بيعتها كانت تعتبر محطات نزول وإقامة، ومراكز انطلاق وتحرك للملوك والأمراء في أسفارهم وحركاتهم وغيرها، مما كان يستدعي التوقف للاستراحة أو للاستعداد والاستنفار والتعبئة.
وتعتبر” عين غبولة” في طليعة هذه المواقع، لأسباب كثيرة سنؤجل الحديث عن بعضها إلى ما بعد، مقتصرين في هذا السياق على ما فعله يعقوب بن عبد الله بن عبد الحق المريني الذي كان واليا على سلا من قبل عمه الأمير أبي بكر ابن عبد الحق حين بويع عمه يعقوب بن عبد الحق، فقد” آسفته بعض الأحوال منه فذهب مغاضبا حتى نزل عين غبولة وألطف الحيلة في تملك رباط الفتح وسلا ليعتمدهما ذريعة لما أسر في نفسه من التوثب على الأمر، فتمت له الحيلة وملك سلا… وجاهر بالخلع وصرف إلى منازعة عمه السلطان يعقوب وجوه العزم”(13).
ومن أبرز تلك المواقع” واد ياشراط ويكم” ” وعين عتيق” التي سنعود إليها في موضع آخر. فقد ذكر المؤرخ محمد بن عبد السلام الضعيف متحدثا عن بعض حركات السلطان المولى سليمان سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، أنه” خرج … من رباط الفتح… ودخل للدار البيضاء وأقام بها يوما. وفي يوم الثلاثاء 3 شعبان خرج من الدار البيضاء… وبات يوم الجمعة بشراط، وفي الغد وهو يوم السبت7 شعبان دخل رباط الفتح”(14).
وذكر كذلك أنه” كان خروج السلطان مولاي سليمان من الرباط للشاوية والدار البيضاء، وذلك يوم الإثنين17 ذو القعدة عام 1211 عند الظهر وبات بوادي يكم. وفي يوم الخميس 20 ذو القعدة نزل على الدار البيضاء”(15).وعنده أنه” في يوم الخميس 27 ذو القعدة رجع السلطان للدار البيضاء…وفي الغد وهو يوم الجمعة ارتحل السلطان وبات بفضالة. وفي يوم السبت بات بعين عتيق وأقام بها يوم الأحد. وفي يوم الإثنين 2 ذي الحجة عام 1211 دخل السلطان لرباط الفتح”(16).
وقبل هذا التاريخ،” وفي يوم الإثنين السابع من جمادى الأولى من السنة السادسة بعد المائتين وألف خرج مولانا اليزيد… من رباط الفتح لمراكش… ونزل بعين عتيق، وفي الغد بات بالشركــــــــوك…”(17).
ومن مراكز هذا الإقليم المرتبطة بأحداث تاريخية كبرى”خندق الريحان” الواقع قرب وادي الشراط. ففيه التقى عبد الملك السعدي وإبن أخيه المتوكل؛ ذلكم” أن السلطان أبا مروان نهض من فاس في جنده… وتقدم إلى البلاد المراكشية… ولما سمع ابن أخيه بخروجه إليه وقصده إياه تهيأ لملاقاته وسار إلى منازلته، فالتقى الجمعان بموضع يسمى خندق الريحان على مقربة من وادي شراط… فكانت الهزيمة…على المتوكل وفر… وتبعه أحمد المنصور خليفة أخيه أبي مروان يومئذ. فلما سمع المتوكل باتباعه بعد بلوغه إلى مراكش، فر عنها إلى جبل درن وأسلم له مراكش فدخلها أحمد نائبا عن أخيه وأخذ له البيعة على أهلها، ثم لحق به السلطان أبو مروان فدخلها يوم الإثنين تاسع عشر ربيع الثاني سنة أربع وثمانين وتسعمائة”(18).
وفي نفس الموقع والتاريخ توفي “علي بن مسعود بن شقرة قائد قواد أبي محمد عبد الله أمير المومنين أبن أمير المومنين ابن أمير المومنين الشريف الحسني”(19)
وفي إقليم الصخيرات تمارة كانت- كما هو معروف في التاريخ – وفاة السلطان سيدي محمد بن عبد الله يوم الأحد الخامس والعشرين من رجب عام أربعة ومائتين وألف” بين وادي شراط ووادي يكم في” عين الحمارة” رحمه الله، وحملوه لداره في القبة التي دفن بها ليلة الاثنين”(20). وقيل في ذلك إنه خرج من مراكش متوجها إلى الرباط وقد اشتد به المرض” فلما وصل عين الحمارة بين وادي يكم وبين وادي شراط قطع الكلام فأسرع به…إلى أن نزل بعين عتيق وفيها خرجت روحه”(21).
ولعل هذه الأهمية التي كانت للإقليم في التاريخ، سواء بالنسبة للمغرب عامة أو بالنسبة لمدينة الرباط خاصة، هي التي جعلت المولى عبد الرحمن بن هاشم يعني به غاية العناية، إذ” بنى بأعمالــــها(22) لحفظها وتأمين طرقها قصبتين كبيرتين إحداهما الصخيرات والأخرى قصبة أبي زنيقة فأمن الناس بهما وارتفقوا بالتردد إليهما”(23). وكان السلطان سيدي محمد بن عبد الله من قبل قد شيد “المنصورية ومسجدها”(24) على ضفة نهر النفيفيخ قريبا من الإقليم، بهدف تعزيز المنطقة الشاطئية الممتدة من الرباط إلى الدار البيضاء.
ومن ثم كان لملوك الدولة العلوية الشريفة اهتمام كبير اهتمام كبير بهذا الإقليم وبقصباته، وعناية بالقائمين عليها والمقيمين فيها، على حد ما يثبت عدد من الظهائر التي كان المولى عبد العزيز أرسلها إلى أمناء مرسى الدار البيضاء حول تأخر وصول المؤونة إلى قصبة الصخيرات.
من هذه الظهائر (25) ما ورد فيه قوله:” خدامنا الارضين أمناء مرسى الدار البيضاء وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد فقد أخبر القايد إدريس الأودي أن المئونة مقطوعة عن إدالة إخوانه الذين بقصبة الصخيرات من وقوع الحادثة هناك، وعليه فنأمركم أن تبينوا ما توفر لهم من المئونة في المدة التي لم يتوصلوا بها وتكونوا تؤدونها لهم على العادة، والسلام في 5 ذو القعدة عـــــام 1325″.
ومنها كذلك ما جاء فيه:” خدامنا الأرضين أمناء مرسى الدار البيضاء المحروسة بالله وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد فقد أخبرنا القايد قاسم الأودي أن إدالة إخوانه الذين بقصبة الصخيرات يسألون للأمناء قبلكم من قبل مئونتهم واجب أربعة أشهر كما يسألون لكم واجب ستة أشهر دفعتهم لهم منها واجب شهر واحد. وعليه فنأمركم أن تدفعوا لهم ما يسألونه لكم وللأمناء قبلكم من قبل ذلك، والسلام في 22 حجة الحرام عام 1325″.
ومثلهما الظهير الذي يقول:” خدامنا الأرضين أمناء مرسى الدار البيضاء المحروسة بالله وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد فقد أخبر القايد ادريس ابن العربي الأودي أن إدالة إخوانه الذين بقصبة الصخيرات يسألون من قبل مؤنتهم المنفذة لهم بالمرسى هناكم واجب عشرة شهور، وقد لحقهم الضرر من ذلك، وعليه فنأمركم أن تبينوا الواقع في ذلك وفي ذمة من توفرت لهم هذه المدة وقدر ما توفر لهم فيها والسبب في عدم تمكينهم منها لنرى في ذلك، والسلام في 23 جمادى الأولى عام 1326″
***
ومن بين جميع مواقع الإقليم تتفرد” عين غبولة” و”عين عتيق” بميزة خاصة، لأنهما كانتا مصدر الماء الواصل إلى قصبة الودايا والرباط عامة، وكذا مدينة سلا.
ويبدو أن جر الماء إلى القصبة كان مرتبطا بها منذ التأسيس، ففي عام خمسة وأربعين وخمسمائة أمر عبد المومن ” ببناء قصبة حصينة في ذلك الموضع على فم البحر الداخل إلى سلا وأقام بمحلاته المؤدية على عين غبولة، والفعلة معه والمهندسون، فأجروا لها الماء من عين غبولة المذكورة في سرب تحت الأرض حتى إلى قصبة المهدية المذكورة. ودام اشتغال الأمر بذلك شهورا وهو مقيم بعسكره حتى وصل الماء المذكور إليها فصنع له سقاية لشرب الناس والخيل وسقي الأرض حواليها، فصارت فيها البحائر والجنات المغروسات”(26).
ولعله أجرى الماء في نفس الوقت إلى مدينة سلا، على ما يذهب مؤرخ معاصر في قوله عن عبد المومن:” وأمر بسقاية من غبولة أن تحفر وتهبط إلى سلا”(27).
ويؤكد هذا قول ابن أبي زرع:” ثم دخلت سنة خمسين وأربعين، فيها تحرك أمير المومنين عبد المومن إلى مدينة سلا فوصل إليها، وأجرى إليها ماء عين غبولة حتى وصل إلى المدينة من رباط الفتح”(28).؛ وكذا قوله:” وفيها (29) أمر عبد المومن بجلب ماء عين غبولة إلى سلا فجلبهــــــــــا”(30).
وقد أجري الماء مرة ثانية في العصر المريني، إذ في سنة ثلاث وثمانين وستمائة” وصل ماء عين غبولة إلى قصبة رباط الفتح بأمر أمير المسلمين يعقوب على يد ابن الحاج المهندس”(31).
وفي تعليل جلب الماء إلى الرباط من العين المذكورة في هذا العهد، يذكر الحسن الوزان المعروف ب: ليون الإفريقي- وكان معاصرا له- أنه” لما كانت الرباط مشيدة في مكان يفتقر للماء الجيد، لأن ماء البحر يدخل إلى النهر ويحمله المد إلى مسافة اثني عشر ميلا فيه، ولأن مياه الآبار مالحة، جلب المنصور الماء من عين تبعد عن المدينة بنحو اثني عشر ميلا بواسطة قناة محكمة البناء على أقواس شبيهة بتلك التي ترى في إيطاليا كلها، لا سيما قرب رومة، وتنقسم هذه القناة إلى فروع عديدة يحمل بعضها الماء إلى المساجد وبعضها الآخر إلى المدارس والقصور الملكية والسقايات العمومية المقامة في جميع الأحياء(32).
وقد كان نمو الرباط واتساع العمران بها في ظل الدولة العلوية، دافعا ملوكها الذين أقاموا بها قصورهم وجميع مرافق قاعدة الملك، إلى تزويد المدينة بالماء الصالح للشرب، وهو ما سجله التاريخ لسيدي محمد بن عبد الله، إذ” في سنة ثمان وثمانين ومائة وألف… أمر السلطان بإيصال الماء الجاري من عين عتيق للرباط(33). وما كادت تحل سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف حتى دخل ماء عين عتيق لرباط الفتح(34).
ويعقب محمد بوجندار على الضعيف، ذاهبا إلى أن المولى إسماعيل هو الذي أجرى هذا الماء، وأن سيدي محمد ابن عبد الله إنما جدده، معتمدا في ذلك على نص شعري معاصر. وفي ذلك يقول:” جاء في تاريخ الضعيف أن الذي أجرى مياه عين عتيق بالرباط هو السلطان سيدي محمد بن عبد الله، ولعله إنما جدد إجراءها، وإلا فقد وقفت على ديوان القاضي أبي عبد الله مرينو الكبير، وفيه التصريح بأن إجراء عين عتيق هو من آثار السلطان المقدس مولاي اسماعيل. قال إنه هو الذي أدخلها وأجراها داخل المدينة ومساجدها بتاريخ يوم الجمعة العاشر من من صفر الخير عام خمسة وثلاثين ومائة
وألف وأنشد في ذلك هذه القصيدة
فللــه الكريـم الحمـد حقـا علـى نعمائـه حمـدا وقاهـا
ومن أسـنى الأياد فـي البرايا خليفتـه الموفـق مـن حماهـا
ابـان بنصـل جـده كل هزل وزان بعدلــه فيهـا حلاهـا
وأيـد ملـة الإسـلام صدقـا وملـة غيـره قهـرا نفاهــا
فكم لـه مـن فتوحـات وغزو مشاهـد نصره فرحـت غناها
وكم أحيـت مجادتـه بــلادا بإجـراء الميـاه لهـا تراهــا
كمـا أحيـا الرباط، رباط الفتح بماء عتيـك جـدول فـي ثراها
إلى أن قال:
وقـال لسـان حال عتيـق إنـي روي في الأقـاول مـن وعـاها
بأن الصالحيـن دعـوا لأبقـى رهيـن المـرج يحبسـني حماها
فكـم عانى الملـوك وكم أرادوا وما لبت ميـاهي مـن بغاهـا
فلمــا أن تـوج لي إمــام سمـا عنـد الإلاه الحـق جاها
أجبـت نـداءه لمـا دعـاني ولبينـا وأقبلنـا وجاهــــا
وجئت مهرولا في كل صـوب إلى الأقـواس قـد جزنا بناها
مددت طويل جيجي رغم أنفي إلى ذاك السريـح بـه يباهـي
فقـال انظر إلى قدري وحسني وقـد ملـئت جوانبـه مياها
ومنه قد جرى الأنبوب كلـي وأرغمــت الذي بالمنع فاها
وأخرج منه عنـد الباب حلوا ليركــع من جداولنا ظماها
وهي قصيدة طويلة كلها في مدح السلطان والعين المذكورين، وقد نقلت ما نقلت منها على علاته للفائدة التاريخية التي هي درة يتيمة في عقد التاريخ الرباطي(35).
ومن اهتمام الملوك العلويين بهذا الماء وقنوات توصيله ما ذكر عن المولى سليمان أنه في يوم الجمعة 16 محرم 1219 صلى بجامع القصبة” وأمر… بغطاء الماء الجاري بعين عتيق، وكلف به سيدي عبو والمعلم الحسن السوداني(36).
وبفضل مثل هذه العناية، استمرت الرباط(37) حتى أوائل القرن الحالي تستمد ماءها من عين غبولة التي كانت تغذي منطقة أكدال والقصر الملكي والأحياء المجاورة، وكذا من عين عتيق التي كانت تزود بقية المدينة، وعلى الرغم من صفاء الماء في النبعين، فإنه يتلوث أثناء الوصول عن طريق سواقي غير مغطاة مما كان يحث السكان على الإتيان بماء الشرب من شالة، أو على استعمال الآبار التي كانت في الدور والتي لم تكن كلها عذبة الماء.
ومع ذلك، فلم تزل عين عتيق” هي المادة الوحيدة المستعملة بالرباط لعدم وصول عين غبولة إلى داخل المدينة حتى بعد عام 1330هـ حيث اهتمت البلدية بتعميم قناة عين غبولة في الانتفاع وتخصيص الأولى للسقي والرش عملا بإشارة إدارة الصحة، فوقع جلبها وصار المستخرج منها يوميا مبلغ ستة آلاف متر مكعب. بعدما كان في أول الأمر لا يتجاوز ستمائة متر مكعب. بيد أنه أخيرا حصل أمر غير عادي فقل ماؤها بكيفية محسوبة. ورغما عما أضيف إليه من مياه الآبار المحدثة حوالي المدينة، فإنه لم يكن تجاوز5.300 خمسة آلاف وثلاثمائة متر مكعب في اليوم وأصبح هذا المقدار وما معه من عين عتيق المنتفع به في غير مسجد… والبالغ 800 ثمانمائة متر مكعب غير كاف لضروريات العاصمة التي اتسع نطاقها وازداد عمرانها وستزداد نموا واتساعا، ولذلك وقع التفكير من مصلحة البلدية في بناء سد على نهر أبي رقراق، ولا زالت الفكرة تحت النظر، ولو نفذت لكانت الفائدة جليلة بحصول العاصمة على جميع ما يحتاج إليه من الماء، زيادة عن كون ذلك يساعد على تنظيم الري في ولجتي سلا والرباط فتتضاعف ثروتهما وتتوفر خيراتهما من فلاحة وإنتاج”(38).
هذا وقد كشفت التنقيبات التي أجريت لتتبع القنوات الموحدية عن وجود الجزء الأعلى القريب من العين، وإن بدا أن قنوات العهد العلوي أقيمت على ما كان بناه عبد المومن. ومع ذلك فقد انتهت تلك التنقيبات المبكرة التي أجريت عام 1922 (39)إلى أن الخط الموحدي للماء كان يمر خارج أسوار الرباط وداخلها، غير بعيد من باب شالة، مارا بالسويقة ليصل إلى قصبة الودايا.
***
ويزيد في إغناء تاريخ الإقليم ارتباطه بانتقال الودايا إليه وسكناهم فيه، وهم من العرب المعاقلة(40) الذين اعتمد عليهم الموحدون وكذا المرينيون والسعديون الذين فتحوا لهم الأبواب واسعة للدخول في الجيش(41).
وقد بلغت مكانتهم في ظل الدولة العلوية الشريفة درجة عالية بما تحملوه في نطاقها من مسؤوليات إدارية وعسكرية منذ استقدمهم المولى اسماعيل إلى مكناس وفاس ليشكل منهم جيش منهم جيش الودايا الذي كان يعد- إلى جانب جيش عبيد البخاري- من أقوى جيوش الدولة- وكان- أي جيش الودايا- يتكون من ثلاثة أرحاء:
1-رحى أهل سوس، وتضم أولاد جرار وأولاد امطاع وزرارة والشبانات .
2- رحى المغافرة.
3- رحى الودايا.
” ويطلق على الجميع ودايا تغليبا”(42).
وورد في أصل هذه التسمية أن المولى اسماعيل أثناء مقامه بمراكش إثر حركة قام بها عام ثمانية وثمانين وألف” خرج يوما للصيد بالبحيرة، فوجد رجلا بيده شفرة يقطع بها السدر لغنمه تأكل ورقة، فقال للوزعة: نادوا أبا الشفرة. فأتوا به وأوقفوه أمامه، فسأله، فانتسب له إلى ودي-كغني- قبيلة من عرب معقل الصحراء، وأخبره بأنهم دخلوا من القبلة بسبب الحرب، ودخلوا لسوس بنجعهم وافترقوا، كل قصد قبيلة نزل بها، ونحن نزول مع الشبانات. فقال: له: أنتم أخوال وقد سمعتم خبري ولم تأتوني، والآن أنت صاحبي، فإذا روحت غنمك فاقدم علي بمراكش. وكلف به من يوصله إليه. ولما قدم عليه كساه وأركبه وأعطاه خيلا وكلفه بجمع إخوانه من قبائل الحوز، فجمع من وجد منهم ونقلهم بحلتهمإلى مكناسة الزيتون، ثم دخل نجع آخر بعدهم فكتبهم السلطان في الديوان وبالغ في إكرامهم والإحسان إليهم، وعين لهم بجوار قصبته بمكناس المحل المعروف بالرياض، وأمرهم ببناء الدور، وأعطى لأعيانهم النوائب، وهي الزوايا التي لا تغرم مع القبائل، ثم قدم عليه مجمع آخر فكتبهم مع إخوانهم”(43).
وسار المولى عبد الله على نهج أبيه، واستمر في جمع الودايا بالعاصمة الإسماعيلية ليستقروا فيها، إلا أنهم تعرضوا لظروف متأزمة في بداية عهد سيدي محمد بن عبد الله لم يلبثوا بعدها أن استرجعوا مكانتهم، سواء في الجيش أو في إدارة الدولة والتمثيل الدبلوماسي.
وبرزت هذه المكانة في أيام المولى اليزيد الذي أعادهم إلى فاس، إلا أن ظروف الاضطراب التي مر منها المغرب في عهد المولى سليمان جعلتهم يتخذون مواقف أفضت إلى العمل على إعلان بيعة المولى عبد الرحمن الذي مكنهم من سلطات كثيرة. غير أن أحداثا طرأت لتعكر صفو العلاقات مع السلطان، خاصة وأنه تعرض لها شخصيا كما تعرضت لها أسرته(44)، مما جعلهم ينصبون سيدي محمد بن الطيب حفيد سيدي محمد بن عبد الله. إلا أن المولى عبد الرحمن لم يلبث أن تغلب على الموقف بعد حصار طويل لفاس دام أربعين يوما كلها اقتتال؛ فعين ادريس الجراري قائدا على الجيش كله، وأمر بعد “استشارته” بترحيل الودايا من فاس، فأمر بنقل رحى المغافرة إلى القصبة الشرادي من أعمال مراكش… ثم نقل رحى الودايا إلى العرائش وأحوازها ثم ردهم إلى جبل سلفات، ثم بعد ذلك بمدة يسيرة نقل رحى أهل سوس إلى رباط الفتح فأنزل حلتهم بالمنصورية على شاطئ وادي النفيفيخ، وقوادهم ووجوههم بقصبة رباط الفتح(45). ثم رد الحلة بعد مضي ست سنين إلى قصبة ثمارة قرب رباط الفتح وكانت متلاشية فأمر السلطان بعد سنتين أو ثلاث بترميمها وإصلاحها(46). وقد اقترن هذا الترحيل برعاية تمثلت في الهدايا التي كان يغدقها على الودايا وقوادهم خاصة(47).
وكان لهذا الاستقرار والعناية أثر هاما الكبير على الصعيد العسكري الدفاعي، إذ قدر عدد الذين كانوا مجندين من الودايا المنقولين للرباط عام ثلاثة وثلاثين وثمانمائة وألف بأربعمائة رجل، مما يستنتج منه وجود نحو ألفي نسمة، مع اعتبار النساء والأطفال، وهو عدد تضاعف فيما بعد(48).
وكان لهما كذلك أثر فعال على الجانب الاقتصادي الزراعي، إذ جعل مناطق الإقليم تشهد ازدهارا فلاحيا منقطع النظير، وهي التي غدت تعرف بأراضي الجيش(49).
من هنا يتبين الدور الكبير الذي تحمله الودايا في ظل الدولة العلوية الشريفة التي اندمجوا معها بالمصاهرة والخدمة المتفانية، بدءا من أول ظهورها على يد المولى الشريف، وكان تزوج من سيدة جرارية(50) هي أم المولى اسماعيل الذي حافظ على مصاهرة الودايا حين اقترن بالسيدة خناثة بنت بكار(51) الشهيرة بالعلم والفضل والدهاء. وكذلك فعل ابنه عبد الله الذي تزوج أخت رجلي الدولة عمارة بن موسى الأوديي ومحمد بن ناصر الأوديي، (52) وهما خالا السلطان سيدي محمد بن عبد الله ومبعوثاه رفيقين للغزال في سفارته. وقد كان للمولى هشام نفس الارتباط، على حد ما يتضح من مخاطبته ابنه المولى عبد الرحمن للقواد الجراريين بالأخوال، كما تثبت رسائله إليهم،(53) وكانوا لا شك جديرين بهذه المكانة لما كان لهم(54) في مجال العلم والصلاح، وللمسؤولية الكبرى التي تحملوها في الدفاع عن حوزة البلاد في لحظات تاريخية حرجة، مما يحقق القولة الواردة في رسالة الفقيه أبي زكريا يرد على أبي محلي، واصفا أهل الودايا، ولا سيما الشبانة وبنى جرار، بأنهم” أهل البنادق الأحرار”.(55)
المـــراجع
1)مما يعد الجزء الشمالي لما كان يعرف ببسيط تامسنا الممتد ما بين نهري أم الربيع وأبي رقراق
2) انظر: أ – شالة وآثارها لمحمد بوجندار(ط الرباط 1340)
ب- حفائر شالة الإسلامية للدكتور عثمان عثمان اسماعيل(ط دار الثقافة-بيروت)
ج- H.basset et la provençal : chella une nécropole mérinide Paris 1923
3) انظر:Jacques caille : la ville de Robot jusqu’au protectorat p31-32
Et d’ort et d’histoire – paris 1945
4) راجع: مقدمة الفتح إلى تاريخ رباط الفتح لمحمد بوجندار-ص 39(الرباط-مطبعة الجريدة الرسمية 1345هـ)
5) انظر:
a- Jean Marçois : découvertes de restes humains fossiles dans le gré quartenaire de rabat, dans(L’onthropologie)TXLVI 1934
b-la balont : préhistoire de l’afrique du nord- paris 1955
c-george de cointre :le gisement de l’homme de rabat ;dans (bulletin d’archéologie marocaine)T III 1958-1959.
d- H-V. Valois :l’homme de rabat, dans le même numéro du bulletin cité
المغرب الكبير ج1 : العصور القديمة ص 58 تأليف د. رشيد الناضوري(ط الدار القومية للطباعة والنشر)القاهرة 1966
6) انظر
A-Ruhlman :la grotte préhistorique de dor es-soltan,ed lorose-paris1951
7) راجع: Armand Ruhluran : objets préhistoriques de Dchira (communications) dans :haspéris 1932 T XVII
8) انظر : Jérôme corcopino : d eMaroc Ontique, p 42, ed Gollimard 1944(14 ed)
(une forteresse Almohade près de في دراسة R. Thouvenot rabat :Dchira ) 9) هو
dans :Hesperis 1933 T XVII.
10) راجع: Thouvenot : une forteresse musulmane sur l’oued y quem,dans (hesperis T XV1932
11) المعجب في تلخيص أخبار المغرب لعبد الواحد المراكشي ص 226 ت محمد سعيد العريان ومحمد العربي العلمي – مطبعة الاستقامة- القاهرة 1368-1949.
12) الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس لعلي بن أبي زرع ص 202 ( ط دار المنصور-الرباط 1973)، وانظر نفس الكلام في كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى لأحمد بن خالد الناصريج2 ص143-144(ط دار الكتاب –الدار البيضاء 1954).
13) الاستقصا ج 3 ص 21.
14) تاريخ الضعيف ص 280 ت احمد العماري(نشر دار المأثورات ط الأولى 1406-1986)
15) نفس المصدر ص 287.
16) نفسه ص 289.
17) نفسه ص 232. وانظر بعض حالات توقف الملوك ورجال الدولة والمسافرين عامة بعين عتيق ووادي شراط ويكم- وعين الحمارة بينهما-باعتبارها كلها محطات للإقامة والتجمع، في نفس المصدر ص254-315-316-331-336-351-363-382..
18) الاستقصا ج 5 ص 65-66.
19) درة الحجال في أسماء الرجال لأبي العباس أحمد بن القاضي ج3 ص 256 ت محمد الأحمدي أبو النور نشر المكتبة العتيقة بتونس ودار التراث بالقاهرة 1974. وانظر كذلك الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام لعباس بن ابراهيم ج9ص 187 ت ذ عبد الوهاب بنمنصور ( المطبعة الملكية- الرباط 1400-1980).
20)تاريخ الضعيف ص 200.
21) نفسه.
22) أي أعمال الرباط.
23) الاستقصا ج 9 ص 79 وانظر كذلك: إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس لعبد الرحمن بن زيدان ج5 ص 237 (ط الأولى- الرباط 1349-1931).
24)الاستقصا ج 8 ص 69 والإتحاف ج 3 ص 333
25) الإتحاف ج 1 ص 434-435.
26) تاريخ المن بالإمامة لعبد الملك بن صاحب الصلاة ص 448 ت د.عبد الهادي التازي( ط بيروت 1383-1964)
27) أخبار المهدي بن تومرت وبداية دولة الموحدين لأبي بكر الصنهاجي المكنى بالبيدق ص73(ط دار المنصور.الرباط1971)
28) الأنيس المطرب بروض القرطاس لابن أبي زرع ص192.
29) متحدثا عن سنة خمس وأربعين.
30)الأنيس المطرب ص 264.
31) نفس المصدر ص 406 وانظر كذلك الإتحاف ج3 ص58
32)Jean – léon l’Africain :daseription de l’Afrique, p165,ed A.Epaniard- Paris 1956.
وانظر ترجمتيه العربيتين :1 وصف افريقيات.د.عبد الرحمن احميدة ص208(نشر الرياض 1399هـ).
2 وصف افريقيات ت د. محمد حجي و د. محمد الأخضر ص 202(نشر دار الغرب الإسلامي بيروت ط ثانية 1983).
33) تاريخ الضعيف ص 178.
34) نفس المصدر ص 17.
35) مقدمة الفتح ص 139-141
36) تاريخ الضعيف ص 131
37) J.Caill2. La Ville de rabat. P 558
38)مقدمة الفتح ص 141-142
39) انظر: a)Henri basset : un aquedac Almohade a Rabat dans( revue africaine) 3 .4 trim 1923
b) J. Caillé : La ville de rabat .p 150-151
40) انظر فيهم تاريخ ابن خلدون ج6 ابتداء من ص58(ط-الأميري -مصر) والاستقصا ج2 ابتداء من ص 177.
41)انظر: الجيش العرمرم لمحمد أكنسوس ج1 ص 65 فما بعد (ط، حجرية).
42)الاستقصا ج 7 ص 50
43))الجيش العرمرم ج1 ص 65 مع تكميل من الاستقصا ج7 ص 51-52.
44)انظر الجيش ج 2 ابتداء من ص 17 والاستقصا ج9 ابتداء منه ص32
45) أصبحت منذ هذا التاريخ تحمل اسم قصبة الودايا، وكانت من قبل تعرف بالمهدية ثم القصبة الأندلسية.
46) نفس المصدر ص 40.
47) انظر: J.Caille : la ville de rabat ,p 329
48 ) نفس المصدر ص 331-335.
49) اشتهرت أراضي الجيش من مناطق مختلفة من المغرب، وبصفة خاصة في إقليم الصخيرات تمارة، ونواحي مراكش وأكادير وقصبة تادلة ومكناس وفاس وسيدي قاسم وطنجة انظر:J.le coz :les :tribus guichs au marocain, in : Revue de géographie du maroc n° 7 1965.
50) راجع: 1- تاريخ الضعيف ص 29 –الاستقصا ج7 ص 143-إيليغ قديما وحديثا للمختار السوسي ص 110(ط الملكية بالرباط 1366-1966) 4- مناقب أهل الصحراء للأستاذ عبد الوهاب بنمنصور ص 44(ط الملكية 1975). وارجع كذلك إلى الكلام الذي سقناه من قبل على لسان المولى اسماعيل وهو يتحدث إلى أبي شفرة.
51) انظر فيها:1- الوسيط في تراجم أدباء شنجيط لأمد بن الأمين الشنجيطي ص74(ط الثانية مصر 1378-1958)2- الإتحاف ج3ص 16-3- إيليغ قديما وحديثا ص 43 –أمير مغربي في طرابلس للدكتور عبد الهادي التازي ابتداء من ص 87 (منشورات المعهد الجامعي للبحث العلمي-جامعة محمد الخامس)5-Magali Morsy :lalla khenata in ,les africains T1P173 ,PARIS 1977
وانظر هوامش السيدة خناتة على كتاب الإصابة لابن حجر م 3و4(مخطوط الخزانة الحسنية رقم 4932).
52)انظر: الإتحاف ج 3 ص309.
53)انظر انظر مثلا رسالته إلى القايد إدريس الجراري الواردة في الاستقصا ج9 ض 38.
54)راجع كتابنا: العالم المجاهد عبد الله بن العباس الجراري ص14 -15(منشور في سلسلة: شخصيات مغربية رقم7 دار الثقافة –الدار البيضاء 1405-1985).
55) الاستقصا ج 6 ص 32.