Chercher
Se connecter

Histoire de Témara

temara-1-16

تمارة .. قبل الميلاد

يتميز ساحل إقليم تمارة-الصخيرات بتواجد العديد من مواقع ما قبل التاريخ، يشكل موقع مغارة دار السلطان بالرباط امتدادا لها بحكم القرب الجغرافي إضافة إلى تواجد لقى أثرية تعود لنفس الحقب الما قبل-تاريخية المتواجدة بمواقع تمارة. ويتكون هذا الإرث الأركيولوجي من المواقع المفتوحة و الكهوف و الملاجئ تحت الصخور، و تتوزع على شكل شبكة بساحل المحيط الأطلسي وجنبات واد الشراط ومنبسط الروازي حيث تم العثور على مقبرة بالضفة اليمنى عند مصب وادي الشراط، تحديدا بأقصى الجهة الجنوبية الغربية لجماعة الصخيرات.

هذه الأخيرة أثارت اهتمام الباحثين بحيث استخلصت الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت بعين المكان إلى أن تاريخ هذه المقبرة يعود إلى العصر النيوليتي أو العصر الحجري الحديث، وتأكد ذلك من خلال العثور على تحف وحلي وهياكل للإنسان. تتكون هذه الشبكة من مواقع دار السلطان 1 ودار سلطان 2 وهرهورة 1 وهرهورة 2 والمناصرة وكنتربوندي والروازي- الصخيرات.

لهذه المواقع القديمة أهمية خاصة من الناحية العلمية إذ تشكل قبلة للباحثين من أساتذة وطلبة من جميع أنحاء العالم، كما يجرى بإحداها التدريب السنوي الأول في الحفريات لفائدة طلبة المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث؛ إضافة لذلك فهذه المواقع تشهد على نشاط إنساني قديم يعود لعدة مئات الآلاف من السنين و قد باتت جد مشهورة لكثافة ما أفرزته من لقى وعناصر تعود إلى جميع الأزمنة الما قبل- تاريخية، بما في ذلك العصور الحجرية القديمة والحديثة وكذلك عصر المعادن وبدايات الفترة العتيقة بالمغرب. وكانت موطنا للحضارة العتيرية والحضارة الأشولية وحضارات أخرى؛ وتتكون هذه اللقى على الخصوص من هياكل عظمية وأدوات حجرية.
لاينحصر تراث تمارة لما قبل-التاريخ في العناصر المذكورة اعلاه بل إن الإقليم جد غني بالمواقع واللقى. فمصب واد يكم يتوفر على العديد من المواقع خصوصا مواقع سطحية
كورشات الصناعات الحجرية القديمة.
ويبقى الجرف الجيولوجي للمنطقة الذي يعود للزمن الرابع أحد العناصر الطبيعية النادرة على مستوى العالم والتي لايوجد مثلها الا في منطقة محصورة من ساحل البرتغال. ونخص بالذكر هنا مقطع للجرف متواجد بمصب واد يكم يسمى مقطع بودي نسبة إلى مكتشفه وهو الضابط بالجيش الفرنسي Gaston Boudet, هذا المقطع يعتبر مرجع بيداغوجي لكل دارس للزمن الجيولوجي الرابع.
كل هذه العوامل الأثرية والمؤهلات الطبيعية جعلت الدارسين على المستوى الدولي يقرون بأهمية ساحل تمارة ويصنفونه كأحد أهم المناطق للبحث في حضارات ما قبل التاريخ وفي جيولوجيا الزمن الرابع.

تمارة .. بين الموحدين والعلويين

يختلف المؤرخون حول تسمية مدينة تمارة ، فإدا كان البعض ينسبها للمولى المهدي بن تومرت ، فإن فئة أخرى من المؤرخين يرجع أصل تسمية المدينة ب “تمارة” إلى الحكمة و الوقار .

لكن الراجح أن أصل تسمية المدينة ب ” تمارة” إلى فرضيتين : الأولى تنسب أصل الكلمة إلى اللهجة الأمازيغية على اعتبار أن كل المصدر ” تا ” و ” تي ” أمازيغي ، مثال ” تاوريرت ، تاغزوت ، تادلة ، تزنيت ، تمدروست …. ” و على هدا الاساس اعتمدت الفئة الأولى من المؤرخين في كون مؤسس المدينة هو المولى ” ابن تومرت ” الفقيه و العلامة الأمازيغي الحاكم لقبائل مصمودة سوس .

أما الثانية ، و التي ترتكز أساسا على مصدر التسمية العربي ، حيث أن “تمارة” مشتقة من كلمة ” ثمار – ثمرة – ثامرة ” و التي تعني لغويا ، الأرض المعطاءة الدائمة الخضرة ، أرض خصبة و مثمرة ، و لعل دلك يعود بالاساس إلى الطابع الفلاحي الدي ميز المنطقة و التي عرفت بمنتوجاتها الفلاحية العالية الجودة .

temara3

 

في القرن الثاني عشر ، أسس السلطان الموحدي عبد المومن (1130 – 1163) مسجدا و مدارس للعلوم الدينية ( حيث توجد حاليا المدرسة الملكية للخيالة ) .

بعد مرور ما يناهز خمسة قرون ، أحاط السلطان مولاي اسماعيل المسجد و المدراس الفقهية بسور ضخم ، لينشأ بها رباطا عسكريا.

هدا و شكلت فترة حكم كل من السلطان عبدالرحمان (1822 – 1859) و السلطان عبدالعزيز (1894 – 1908) اوج انبعاث مدينة تمارة نحو الإعمار ، حيث أقدم السلطان عبد الرحمان على توطين قبائل ” الاوداية ” القادمين من فاس ، ليستوطنوا القسم الشمالي منها ، و هي القبائل التي عرفت ب ” الكيش ” على عهد السلطان مولاي اسماعيل ، هاته القبائل تم إعفائهم من الضرائب و تم منحهم أراضي فلاحية شاسعة مقابل تسخيرهم في الخدمة العسكرية .

في أواخر القرن التاسع عشر أقدم السلطان عبدالعزيز ، ضمانا لمبدأ التوازن ، على توطين قبائل ” العرب – المعاقيل ” دوي الأصول الصحراوية خاصة بالقسم الجنوبي للمنطقة ، لتتشكل نواة مدينة دات خصوصية مزدوجة يتعايش فيها مكونين أساسيين من قبائل المغرب.

تمارة .. في الحقبة الاستعمارية

في التاريخ الحديث ، فقبيل الاستعمار الفرنسي ، شكلت مدينة تمارة نقطة استراتيجية هامة ضمن المخطط الدفاعي و التمويني للجيش الفرنسي ، حيث اتخد كل المقيمون العامون المتعاقبين على حكم المغرب آنداك من قصبة تمارة ، كمنطلق للعمليات العسكرية الموجهة لضرب المقاومة الشعبية بالعاصمة الرباط،

كما شكلت سواحل المدينة المنفد البحري الرئيسي لعمليات التموين التي كانت تزود الجيوش الفرنسية بالعتاد و الدخيرة و المؤونة ، على اعتبار أن أغلب الشواطئ عبارة عن موانئ طبيعية.

مدينة تمارة، و نظرا للطبيعة الخلابةا التي تتميز بها، حيث تمتزج الغابات بالأودية و البحر، جعلت المعمرين الفرنسيين من الطبقة البرجوازية يختارونها كمنطقة استقرار، حيث أسسوا بها أخياء لازالت تحمل إلى الآن تسميات لاتينية.

للتعرف أكثر على تاريخ المدينة زوروا معرض الصور على هدا الموقع ”ذاكرة مدينة تمارة

ملحوظة : هدا المقال هو نتاج أبحاث و دراسات عديدة لفريق عمل تمارة سيتي بوان كوم ، نقدمه للقارئ الكريم قصد نعميم الفائدة ، فالمرجو من كل من استعمل هدا الموضوع في أبحاث موازية دكر المصدر ، و شكرا.

مقالات تاريخية حول مدينة تمارة

الصخيرات تمارة ..عهد تاريخي أصيل

موقع الدشيرة الأثري .. حصن تمارة القديم

مغارات الشريط الساحلي تمارة الهرهورة