Chercher
Se connecter

Le Site archéologique DCHIRA à Témara

dcheira-ainatiq

قصبة الدشيرة الموحدية

غير بعيد عن مركز مدينة تمارة في اتجاه الجنوب، و بالضبط في منطقة تصل عين عتيق بعين غبولة، يقع الموقع الأثري لقصبة الدشيرة. في سنة 1930، شهد الموقع حملة تنقيبات قادها عدد من الباحثين أسفرت عن اكتشاف مجموعة من الأدوات المنتمية إلى حقبة ما قبل التاريخ؛ كما دل العثور على بعض اللقى من النقود القديمة تعود إلى القرن الميلادي الثاني – حسب بعض الباحثين – على أن الموقع قد شهد على الأرجح تواجدا لبناية رومانية عسكرية تحت أنقاض القصبة وهي إحدى تشكيلات أحصنة الجزء الغربي للجدار الجنوبي للإمبراطورية.
وجود بعض آثار ما قبل التاريخ ولقى رومانية إذا تبث ذلك في موقع الدشيرة وإقامة حصن موحدي في نفس المكان يشير للأهمية القصوى التي كانت للمنطقة على امتداد العصور فقد شكلت دوماً نقطة حدودية أو منطقة فاصلة بين فضائين يحدهما واد الشراط.
أطلال موقع الدشيرة تثبت وجود قصبة موحدية تشكلها بقايا أسوار وأبراج وأبواب ومرافق لا تبتعد معمارا و هندسة و فنا و تقنيا عما شيده الموحدون من قصبات، وخاصة خلال عهد الخليفة عبد المومن، لاسيما و أن نفس مواد البناء المستعملة في بناء المباني الموحدية بالرباط قد استعملت في تشييد هذه القصبة، إضافة لوجود بعض الحلي والأواني الفخارية الموحدية، وكذا بقايا مسجد قديم.
ومن بين جميع مواقع الإقليم تتفرد” عين غبولة” و”عين عتيق” بميزة خاصة، لأنهما كانتا مصدر الماء الذي يغدي قصبة الأوداية والرباط عامة، بل يتعدياها إلى مدينة سلا.
بنيت القصبة على شكل مربع صغير لا يتجاوز ضلعه ثلاثة وسبعين مترا، وإن لم يبق منها إلا أطلال مكسوة بغطاء نباتي كثيف. تتميز الباحة الداخلية للموقع بكونها مقسمة على جزأين يفصل بينهما خندق خلفته الحفريات القديمة المقامة بالموقع خلال الفترة الاستعمارية. ويرجح أن يكون تأسيسها سابقا على العصر الموحدي بنحو قرنين أو ثلاثة، وأن تكون اتخذت لتأمين المجال الجنوبي لمدينة الرباط والجانب الآخر من ضفتي أبي رقراق.
انضاف موقع الدشيرة إلى عداد الآثار، انطلاقا من يوم 18 من شهر يوليوز 2011. وجرى ترتيبه بعد صدور مرسوم بالجريدة الرسمية. تبلغ مساحته الإجمالية 4.88 هكتار منها 3.77 هكتار مرتبة و 1.11 هكتار كمنطقة حماية.